كتاب المباني التراثية الرَّقْمِيَّة في العهد الهاشمي: دراسة هندسيَّة وتاريخيَّة

يُعَدُّ هذا الإصدارُ البحثيُّ مميَّزًا؛ إذ يتناول موضوعًا ذا أهمية توثيقية كبيرة؛ حيث يحلل الكاتب دورَ الهاشميين في تطوُّر بنية الأردن الحضريَّة والمعماريَّة، مع التركيز على دور ملوك بني هاشم في العاصمة عمّان، التي اتَّخذها الباحثُ حالةً دراسيَّة. يتميَّزُ الكتابُ بمنهجيَّة علميَّة دقيقة اتَّبعها الباحث؛ حيث اعتمد على البحث الأكاديمي الأدبي بالرجوع إلى مراجع تتناول الموضوعات العلميَّة والتخطيطيَّة، إلى جانب إجراء مقابلات شبه منظَّمة، واستخدام استراتيجيات وأدوات تكنولوجيَّة متقدِّمة في التوثيق والتحليل المعماري؛ مما يُعزِّزُ من مصداقيَّة النتائج التي يهدف الباحثُ الزريقات إلى تحقيقها. اعتمد الباحث، ضمن أدواته التقنيَّة، على جهاز المسح الليزري ثلاثي الأبعاد (Leica Geosystems RTC360)، وبرامج متقدِّمة مثل (DIGI CAD 3D)، التي ساعدت في جمع البيانات وتحليلها. ويتناول الباحثُ في تحليله العلاقة بين الوضع السياسي ومدى انعكاس ذلك على تشكيل الأطر المعماريَّة والحضريَّة لمدينة عمّان؛ عاصمة المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة. وَيُسهب الكتابُ في وصف العلاقة بين الهاشميين وعمارة عمّان الحضريَّة، ويشيرُ إلى اعتماد الملوك الهاشميين على المباني والمناطق الحضريَّة بوصفها وسائل لتعزيز شرعيتهم، كما يبرزُ الهُوِيَّة الأردنيَّة المتمثِّلة في العاصمة عمّان، التي احتضنت العديد من الأحداث السياسيَّة البارزة. ويشيرُ الباحثُ في هذا الصَّدد إلى أنَّ ملامح التميُّز العمراني لم تتبلور قبل الاستقلال، نظرًا إلى اعتماد العثمانيين على نهج موحَّد في البناء لم يُعزِّز من تشكُّل البنية المعماريَّة المحليَّة. ويشيرُ الباحثُ في كتابه إلى أنَّ الاستقلال الذي حدث في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين كان له تأثير محوري في طابع مدينة عمّان المعماري؛ فقد بدأت هُوِيَّةُ المدينة المعماريَّة تتشكَّلُ بوضوح منذ السبعينيات والثمانينيات، مرورًا بالتسعينيات، التي شهدت جهودًا بارزة لإحياء القيم التاريخيَّة للمناطق الحضريَّة. وفي بداية الألفيَّة، اتَّخذت الحكومةُ خطواتٍ لتحسين سُمعة الأردن على الساحة العالميَّة، في ما اتَّسم العقدُ الثاني من الألفيَّة بزيادة إشراك الهُوِيَّة العمّانيَّة برموز سياسيَّة ودينيَّة. ويرى الباحثُ أنَّ تشييد المباني الرسميَّة والمباني الحضريَّة في الأردن يعتمد على عاملين رئيسين، هما: الحاجة الوظيفيَّة والتطوير المستمر للهُوِيَّة المعماريَّة. تبرزُ أهميَّة الكتاب في سياق التحوُّلات التي شهدها الأردن، التي كان لها كبيرُ الأثر في التطوُّر الحضري والمعماري. ورغم أهميَّة هذه التحوُّلات، فإنَّ الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ليست كافية لتغطيته بالكامل؛ بسبب عدم التوثيق الكافي الناجم عن فقدان بعض الوثائق الحكوميَّة، وقلَّة الوثائق لفترة الاستعمار في الأردن، وغياب التوثيق السردي، وتلاشي الذاكرة التاريخيَّة. ومن هنا، تأتي هذه الدراسة استكمالًا لجهود سابقة وتحضيرًا لدراسات مستقبليَّة تُعزِّزُ المكتبة المعرفيَّة الوطنيَّة عبر توثيق وتحليل شامل للبنية المعماريَّة، وسد الفجوات البحثيَّة، وتصحيح بعض المغالطات التاريخيَّة، بالإضافة إلى توفير فرص لإجراء دراسات إضافيَّة. وفي ضوء النتائج المتحصِّلة، يقدِّمُ الباحثُ مجموعة من التوصيات لضمان استدامة التوثيق المعماري في الأردن، ولتطوير البيئات الحضريَّة على نحوٍ يعكسُ تاريخ المملكة ويثري المكتبة الوطنيَّة. تشمل التوصيات أهميَّة التوثيق المعماري لضمان استمراريَّة التاريخ الحضري للأردن للأجيال المقبلة، وتسليط الضَّوء على التفاصيل المعماريَّة التي تعكسُ تحوُّلات المجتمع وأحداثه. ويوصي الباحثُ بتبني نهج نقدي لدراسة العلاقة بين التوثيق والسياسة في التحوُّلات الجيوسياسيَّة، مع التشديد على التعاون بين الجهات الفاعلة، مثل: الديوان الملكي الهاشمي، والحكومات، والجامعات، ونقابة المهندسين؛ لإنشاء أقسام متخصصة تُعنى بتوثيق المباني الرسميَّة وحفظ السجلات التاريخيَّة. كما يُوصى بتضمين مساقات تعليميَّة حول التوثيق المعماري وتطبيق برامج تدعم الدقَّة والموثوقيَّة في التوثيق. يعالج الكتابُ مشكلة الدراسة في خمسة فصول أساسيَّة، تبدأ بمقدِّمة عامَّة واستعراض للأدبيات المستخدمة، ثم ينتقل في الفصل الثالث إلى المنهجيَّة العمليَّة. وفي الفصل الرابع يعرضُ النتائج المتوقعة ويوثِّقُ أبرز التطوُّرات في بيئات عمّان المعماريَّة، ويختتم بالفصل الخامس الذي يحتوي على تحليل النتائج والتوصيات البحثيَّة.
السعر

15.00د.ا

نسخة
نسخة ورقية
الكمية
100 متاح
1
المجموع الكلي

15.00د.ا