المكتبة الإلكترونية

"يتناول الكتابُ تاريخَ الأردن منذ بدايات الاستيطان البشري قبل نحو مليوني عام، مرورًا بالعصور الحجريَّة، والعصر البرونزي، ووصولًا إلى الممالك السامية مثل أدوم، ومؤاب، وعمون. كما يسلِّطُ الضَّوءَ على الآثار المميَّزة كتماثيل عين غزال وأقدم بقايا خبزٍ مكتشفة عالميًّا. ينتقل المؤلِّفُ بعد ذلك إلى الحضارات الغازية التي مرَّت على الأرض الأردنيَّة، مثل: العبرانيين، والهكسوس، والبابليين، والفرس، واليونان، والرومان، ويستعرض آثارَهم ومواقعَهم في الأردن. كما خُصِّصَ فيه فصلٌ للحديث عن الأنباط؛ نشأتِهم، ونظامِهم السياسي، وحدودِهم، متبوعًا ببحث في الهجرات العربيَّة من الجزيرة واليمن، وظهور دولة الغساسنة وتحالفهم مع الرومان. يتناول الكتابُ بعد ذلك دخولَ الإسلام إلى الأردن، ثمَّ يستعرضُ تسلسلَ العصور الإسلامية: الراشدي، والأموي، والعباسي، والصراعات الصليبيَّة، ثمَّ العهدين الأيوبي والمملوكي، وصولًا إلى العهد العثماني، بداية من معركة مرج دابق عام 1516، مع شرح للتقسيمات الإداريَّة، والأوضاع الاجتماعيَّة، والثورات المحليَّة، إضافةً إلى هجرات الشركس والشيشان. يفردُ الكتابُ فصلًا لشرح الثورة العربيَّة الكُبرى، والعهد الفيصلي، والحكومات المحليَّة، ثمَّ يتناول تأسيسَ إمارة شرق الأردن، بدءًا من قدوم الأمير عبدالله الأوَّل، ومؤتمر القاهرة، وتشكيل أول حكومة، إلى ضمِّ معان والعقبة. كما يُخصِّصُ المؤلِّفُ فصولًا لتحليل الأخطار التي واجهت التأسيس، مثل: أحداث الكورة، وغزوات وهابيَّة، والثورة السوريَّة، والأزمات الماليَّة، ويستعرضُ فترة الانتداب البريطاني، والدساتير المختلفة، والاستقلال، ثمَّ اغتيال الملك عبدالله الأول، وبداية حكم الملك الحُسين، وما رافقها من تحولُّات، مثل: تعريب قيادة الجيش، والانتخابات النيابيَّة عام 1956، والاعتداءات الإسرائيليَّة. ينتقل الكتابُ بعدها إلى العلاقة مع فلسطين، فيتحدَّث عن حرب 1948، ووحدة الضِّفَّتَين، ومنظَّمة التحرير، وحرب 1967، والعمل الفدائي، ومشروع المملكة المتَّحدة، وينتهي بفكِّ الارتباط عام 1988. كما يستعرضُ عمليات السلام العربيَّة مع إسرائيل، من اتفاقيَّة كامب ديفيد إلى مؤتمر مدريد واتفاقيَّة وادي عربة. في فصل خاص، يناقشُ الكتابُ محطات سياسيَّة مؤثِّرة، مثل: الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة، وغزو الكويت، والحياة البرلمانيَّة، والوصاية الهاشميَّة، ثمَّ يختتم بفصل عن نظام الحكم في الأردن، ويشرح السلطات الثلاث: التشريعيَّة، والتنفيذيَّة، والقضائيَّة. يمتازُ هذا العملُ بأنه ليس مجرَّد سردٍ تاريخي، بل رؤية تحليليَّة كتبها رئيسُ وزراء أسبق وسياسي بارز يُعَدُّ أحدَ صُنّاع القرار في الأردن؛ مما أضفى عليه بُعدًا توثيقيًّا وشخصيًّا فريدًا. ويأملُ مركزُ التوثيق الملكي الأردني الهاشمي أن يسهم الكتابُ في تعزيز الوعي الوطني وتقديم سرديَّة علميَّة دقيقة عن مسيرة الأردن التاريخيَّة الممتدَّة منذ أقدم العصور وحتى تَشَكُّل الأردن الحديث، الذي ما زال يمضي قُدُمًا ويزهرُ، مُستظلًّا براية الهاشميين ومسنودًا بعزيمة أبنائه العظام. "